قال الله تعالى : (( كـــهــــيـــــعـــــص ، ذكر رحمت ربك عبده زكريا )) وقال تعالى (( طــه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )) .

 

في أوائل بعض السور القرآنية بعض الحروف ، وقد تعددت الأقوال في تفسير معناها أو المقصود منها ، فمن قائل : إنها أسماء للسور ، أو من أسماء الله الحسنى ، ومن قائل بأن الله تحدى الناس في كل زمان ومكان أن يأتوا بآية أو سورة من مثل هـذا القـرآن المؤلف من مثل هذه الحروف . فإن البشر مهما تفننوا في التأليف فغاية ما يصنعون قصة أو قصيدة أو مقطوعة ، أما رب البشر فقد صنع من هذه الحروف هدى ورحمة وعدالة للإنسانية وأحكاما وشريعة وعقيدة وعبادة ، صنع حياة بكل ما في الكلمة من معنى .

 

أما عدد هذه الحروف في أوائل السور بعد حذف المكرر فهو أربعة عشر حرفاً يجمعها قولهم (( طرق سمعك النصيحة )) أو يجمعها قولهم (( صح طريقك مع السنّه )) .

وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

1.         قسم لا مد فيه وهو (( الألف ) .

2.         قسم مؤلف من حرفين ، الثاني منهما ألف ، فهذا يمد حركتين ويسمى مدا طبيعيا حرفيا ، وهي خمسة يجمعها قولــهم (( حي طهر )) فتقرأ هكذا : (( حا ـ يا ـ طا ـ ها ـ را ))

3.         قسم مؤلف من ثلاثة أحرف ، وأوسطها حرف مد وهذه تمد بمقدار ست حركات كما مر معنا في بحث المدود ، وحروفها ثمانية يجمعها قوله ( نقص عسلكم ) ، وهذا القسم ثلاثة أنواع :

أ.          لازم حرفي مثقل : ويكون الحرف الثالث مدغما في الحرف الذي يليه مثل ( لام ميم ) من (( ألـــم )) لأن آخر اللام ميم مدغمة في الميم الأولى من ميم .

ب.        لازم مخفف حرفي : ويكون الحرف الثالث ساكنا غير مدغم فما بعده كالمد في ( ق ـ ن ) .

ج.         مد لين حرفي : وحرفه واحد وهو العين ، فيمد كاللين على حركتين أو أربع أو ست حركات .