قال تعالى : (( ورتل القرآن ترتيلا )) المزمل 4 وقال تعالى : (( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )) الفرقان 32 .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل " .

 

كم هو جميل وحسن أن نقرأ القرآن كما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما قرأه الرسول الأعظم على  أصحابــه  بتأنٍّ وترسل ، وبإعطاء كل حرف حقه ومستحقه من مدّ وغنة وإظهار وإدغام وتفخيم وترقيق .... الخ .

 

وكم هو قبيح بالمسلم أن يهجر تلاوة كتاب ربه ، ودستور حياته فلا يفكر في قراءته ، وإذا قرأه مرة أو مرت به آية عارضة وجد الصعوبـة بها وكأنه يقرأ لغة أجنبية ! وكان المسلمون الأولون لسلامة فطرتهم وسليقتهم العربية يتلون القرآن تلاوة مرتلة  مجودة كما علمهم إياها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكما يتناقلها الخلف عن السلف ، ولكن بعد اختلاط العرب بالأعاجم ودخل الناس أسودهم وأبيضهم عربيهم وأعجميهم في دين الله أفــواجا .. وضع العلماء أصولا وقواعد لضبط التلاوة ، حفاظا على كتاب الله وخوفا من الخطأ فيه . واعتبروا تعلم قواعد الترتيل والتجويد فرض كفاية على المسلمين إن تعلمه بعضهم سقط عن الباقين .. أما العمل به أي تطبيق قواعده في الكلمات القرآنية ففرض عين على كل قارئ لكتاب الله تعالى فقد قال العالم المحقق ابن الجزري :

 

والأخـذ بالتجويد حتمٌ لازم                           من لم يجود القرآن آثـم

لأنـــه بــــــه الإلــــه أنـــزلا                           وهكذا منـه إلينـــا وصلا

 

قسمتْ أساليب التلاوة إلى ثلاثة كلها جائزة :

 

1.            الترتيـل : وهــو الـقــراءة بـتــؤدة واطــمـئــنــان ، وإعـطــــاء الـحــروف حـقـهـا مـن الــمــخارج والصـفـات ومـستـحـقـها مــن الـمـمـدود والـغـنــات ..... إلــخ .

 

2.            الحـدر : وهو سرعة القراءة وإدراجها مع ملاحظة الأحكام بحيث لا يقصر الممدود ويحافظ على الغنـات .. إلخ .

 

3.            التدويـر : وهو التوسط بين الترتيل والحـدر .

 

  وهكذا نرى أن الأحكام يجب المحافظة عليها في كل حالة أو أسلوب من أساليب التلاوة واعلم بأن التلاوة الصحيحة تعين على فهم كتاب الله تعالى بينما القراءة السريعة والتي تسمى بالهذرمة لا تعين التالي ولا السامع على فهم المقصود من الآيات البينات .