إختر أحد أقسام الموقع


 


Researches

الأبحاث

 

عبد الله بن الزبير

  ملأ الفرح أرجاء المدينة ، وانطلقت أصوات الرجال بالتكبير .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. حتى اهتزت أرجاؤها .. وفاضت وجوه المسلمين سعادةً وبشراً بسبب استقبال مولودٍ جديد !!

  ما سبب ذلك ؟ .. وهل يفرحون هكذا ، عند استقبال مولود جديد ؟ .. لا .. فقد كان لهذا المولود فرحةٌ خاصةٌ ، وسبب ذلك ، أنه عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة ، وقد أشاع اليهود أنهم سحروا المسلمين ، وقالوا لن يولد لهم ولد بعد الآن ! وهذا هو سر فرحهم بهذا المولود .. حيث أنه أول مولودٍ بعد الهجرة إلى المدينة .. إنه عبد الله بن الزبير بن العوام ، أما أمه فهي : أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها . وكان أول طعام لهذا المولود ممزوجاً بلعاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد حملته أمه إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمضغ تمرات ووضعها في فمه ، ثم حمله جده أبو بكر الصديق وطاف به المدينة حتى ينتشر خبر ميلاده ، فيفرح المسلمون ، ويزداد اليهود الظالمون غيظاً على غيظ .

  كبر عبد الله وترعرع ، أصبح غلاماً يافعاً ، وظهرت عليه علامات النجابة والذكاء , و أمارات الشجاعة والإقدام حيث كان متميزاً بين أمثاله من الغلمان في المدينة .

  وذات يوم ، قال بعض الصحابة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يوجد بعض الغلمان في المدينة ونتمنى أن تبايعهم ، فتحل عليهم بركتك ، ويكون ذلك لهم ذكراً بين الناس .

  وافق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فجاء الصحابة بالغلمان إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان من بينهم عبد الله بن الزبير بن العوام ،فلما أقبلوا على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تراجع الغلمان خوفاً ورهبةً ، أما عبد الله بن الزبير ، فقد اقتحم ودخل على رسول الله ـ صلى الله عليه

 وسلم ـ ، فتبسم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : " إنه ابن أبيه " ، ثم صافحه وبايعه .

مرت الأيام ، وأصبح ابن الزبير شاباً قوياً ،  كان شديد الورع والخوف من الله تعالى لأنه دائم العبادة ، وكان أيضاً فارساً شجاعاً ، يندفع في ساحات الجهاد نحو صفوف المشركين .

أمضى عبد الله بن الزبير حياته عابداً زاهداً ، جمع بين ثلاث خصال لا ينازعه فيها أحد ، وهي العبادة والشجاعة والفصاحة ، وقد ظل مجاهداً، حتى لقي ربه شهيداً ، بعد أن تجاوز السبعين من عمره .

إلى الأبحاث

 


Top