إختر أحد أقسام الموقع


 


Researches

الأبحاث

 

الجزر في دولة الإمارات

       لا تقتصر مساحة أرض دولة الإمارات العربية المتحدة على مساحة اليابس فقط بل تتضمن عدداً كبيراً من الجزر الساحلية يصل إلى نحو 200 جزيرة تقع في الخليج العربي . وتتبع هذه الجزر المياه الإقليمية للدولة ،كما أن بعضها مستوطناً من قبل سكان الإمارات منذ فترات بعيدة و أن بعضها الآخر استغله التجّار والصيادون والإماراتيون كمحطات لتموين السفن وبقصد الاستراحة أثناء عمليات الصيد و الغوص على اللؤلؤ ومراكز تجمع لتسويق الأسماك وبيع اللؤلؤ .

وأصبح لهذه الجزر اليوم أهمية اقتصادية وجيوستراتيجية كبيرة حيث أن بعضها يقع بجوار حقول النفط البحرية مثل جزيرة داس التي يقع شرقها حقل أم الشقيف وإلى شمالها حقل بو النجوش ، وجزيرة زركوه التي يقع إلى الشمال منها حقل أم الدّلج وجزيرة صير بو نعير الذي يقع حقل فتح إلى الشمال منها مباشرة .  

كما أن لبعض هذه الجزر التي تشرف على الطرق الملاحية عبر مضيق هرمز أهمية جيوستراتيجية وخاصة جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى و أبو موسى التي استولت عليها إيران عنون وطردت السكان منها .                 

       وكان قد سبق أن استولت إيران على جزيرة صراى في عام 1887م وجزيرة هنجام في عام 1928 م .

       كما تختلف الجزر في دولة الإمارات العربية المتحدة فيما بينها ، ذلك من حيث الموقع والشكل العام والمساحة والتضرس والتكوين الجيولوجي ، ويمكن تقسيم جزر دولة الإمارات إلى مجموعة مختلفة ( أبو العينين 1989م) وفقاً لأي من هذه الأسس كما يأتي :-

1. من حيث الموقع :

 

ý جزر قريبة من خط الساحل مثل الجزر التي تقع إلى الشرق من مدينة أبوظبي وإلى الغرب منها مثل :- ( الوحيل وغرابي وبوحيل والسعديات شرق أبو ظبي ، وجزر الفطيسى وحالة البحراني وبوكشيشة في غر بها )    وكذلك جزر أبو الأبيض ومروح وصير بني ياس ودلما والياسات .

ý جزر بعيدة عن خط الساحل ( ولكنها تقع في المياه الإقليمية لدولة الإمارات ) ومن مثلها جزر داس وقرنين وزركوه .

2. من حيث الشكل العام :-

ý جزر بيضاوية الشكل ومن بينها جزر أرزنة ودلما وصير بني ياس .

ý جزر طولية الشكل ومن بينها جزيرة أبو ظبي نفسها وجزر الضبعية وبوكعل و بوشارا .

ý جزر مستعرضة الشكل ومن بينها جزر أبو الأبيض ومروح والسعديات.

ý جزر غير منتظمة الشكل ومن بينها جزر حالة البحراني وبوكشيشة.

4. من حيث المساحة :-

ý جزر كبيرة الحجم ومن بينها جزر أبو الأبيض ومروح وصير بني ياس ودلما .

ý جزر صغيرة الحجم ومن بينها جزر صلاحة (غرب أبو الأبيض ) وحالة العلاك والحمر وعش (شرق صير بني ياس ) .

4.  من حيث التضرس والتكوين الجيولوجي :-

ý جزر مرتفعة المنسوب مضرسة السطح ، وتتألف من تكوينات صخرية وقباب ملحية قديمة مرفوعة ، يعود عمرها الجيولوجي إلى العصر الكمبري. وتعد هذه الجزر من أقدم صخور يابس الإمارات ومن بينها جزر صير بني ياس ودلما وأرزنة و قرنين وزركوه وداس و صير بو نعير غير أن حركة الرفع التي أصابت هذه القباب الملحية وأظهرتها على السطح ترجع حسب رأي معظم الجيولوجيين إلى عصر البلايوسين و بداية عصر البلايوستوسين.  

و تتميز قمم المرتفعات في هذه الجزر بشكلها القبابي و جبالها البارزة المنفردة ، وذلك تبعاً لتكوينها أساساً من الملح الصخري Rock Salt  .

وقد اعتقد بعض الكتاب خطأ بأن هذه الجزر بركانية النشأة ، Meigs,1966 ، ولما كانت هذه الجزر تقع في مياه الخليج العربي المرتفعة الحرارة والملوحة معاً فقد أدى ذلك إلى تكاثر الشعاب المرجانية في المياه الضحلة لسواحل هذه الجزر ، وتجمع المرجان على شكل حواجز مرجانية حدية Fringing Reefs تحيط بمعظم سواحل الجزر المرتفعة .

   وقد تبين أن تجمعات الشعاب المرجانية حديثة العمر الجيولوجي وترجع إلى عصر الهولوسين ، غير أن بعض المرجان الميت والمتحلل على أعماق أكثر من 10 م يرجع نهاية البلايوستوسين ومن أمثلة ذلك الشعاب المرجانية القديمة حول بعض سواحل جزر أرزنة وقرنين وصير بني ياس و دلما .

ý جزر منخفضة المنسوب قليلة التضرس وتتألف من تكوينات صخرية ورواسب متماسكة Consolidated Sediments حديثة العمر الجيولوجي ، ومن بينها مجموعات الجزر الساحلية الواقعة إلى الشرق من أبوظبي مثل جزر السعديات وغرابى والوحيل وإلى الغرب منها مثل جزر حيدرات والفطيسي وبوكشيشه وحالة جميلة ، وتتأثر بعض سواحل هذه الجزر المنخفضة المنسوب بتغير مستوى سطح البحر أثناء حدوث المد والجزر ، وتحتل السبخات والمستنقعات مساحات واسعة من أسطحها .  

 

      وتعد جزر دولة الإمارات العربية المتحدة من نوع الجزر القارية النشأة حيث تنتمي صخورها إلى نفس التكوينات الصخرية للساحل المجاور لها .

       وقد برزت هذه المسطحات على شكل جزر قريبة من الساحل أو بعيدة عنه بسبب التغيرات التي طرأت على مستوى سطح البحر خلال عصر البلايوستوسين . وتمثل الجزر المرتفعة في الخليج العربي الأراضي التلالية التي لم تستطع مياه البحر أن تغطيها عند ارتفاع منسوب سطح البحر .

إلى الأبحاث

 


Top