في حديث أم سلمة رضي الله
عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية ، يقول : بسم الله
الرحمن الرحيم ثم يقف ، الحمد لله رب العالمين ثم يقف ، ثم يقول الرحمن الرحيم ،
ثم يقف ثم يقول مالك يوم الدين ثم يقف ـ رواه أبو داوود والترمذي وأحمد وغيرهم
سئل علي بن أبي طالب رضي الله
عنه عن قوله تعالى : ( ورتل القرآن
ترتيلا ) فقال : ( هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ) .
معرفة الوقوف إذا شطر علم
التجويد ، والوقف في موضعه يساعد على فهم الآية ، أما الوقوف في غير محله ربما
يغير معنى الآية أو يشوه جمال التلاوة
، والمعلوم أن الوقف يكون بتسكين الحرف الأخير ، لأن العرب لا تقف على متحرك
ولا تبدأ بساكن وقد قسمه العلماء إلى أقسام عديدة أهمها :
1. الوقوف التام : وهو
الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لا لفظا ولا معنى ، وأكثر ما
يكون عند رؤوس الآيات ، وانتهاء القصص مثاله : ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ـ ملك يوم الدين ـ وإياك نستعين ) ، ومنه ما يكون آخر قصة أو آخر سورة والوقف على ما قبل ياء النداء
أو فعل الأمر أو لام القسم أو الشرط ، والفصل بين آية رحمة وآية عذاب والوقف على
ما قبل النفي أو النهي أو عند انتهاء القول .
2. الوقف الكافي : وهو
الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا بل معنى ، وهو كثير في
الفواصل وغيرها كالوقوف على ( لا
يؤمنون ) من قوله (( ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون
)) ويحسن الوقف عليه أيضا والابتداء
بما بعده .
3. الوقف الحسن : هو
الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا ومعنى كالوقف على ( بسم الله ) وعلــــــى ( الحمد لله) ولكن الابتداء
بما بعدها لا يحسن لتعلقه بأمر قبله لفظا إلا ما كان ذلك رأس آية فيجوز الوقف عليه
في اختيار أكثر العلماء بدليل أم سلمة السابق .
4. الوقف القبيح : هو
الوقف على ما لا يتم الكلام به ولا ينقطع عما بعده كالوقوف على المبتدأ دون خبره
أو على الفعل دون فاعله أو على الناصب دون منصوبه ، وأقبح منه الوقف على ما يوهم
وصفا لا يليق بذات الله تعالى كأن يقف علـــــــى (يستحي ) في قوله تعالى : " إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا " فلا يجوز الوقف
إلا لضرورة ، ثم يعيد الكلمة التي وقف عليها إذا لم تغير المعنى ، وإلا أعاد ما
يحسن البدء به .
5. الابتداء : على
القارئ كما أحسن الوقف أ ن يحسن الابتداء ، فلا يبتدئ إلا بما يوضح المعنى ، فكما
كان هناك وقف قبيح كذلك هناك ابتداء قبيح ، كأن يقرأ ( وقالت اليهود يد الله مغلولة ) فيبتدئ
بـ ( يد الله مغلولة ) .
ربما يعرض للقارئ عارض من
سعال أو ضيق نفس أو غيره فيضطر للوقوف ، فبإمكانه الوقوف على أية كلمة على أن
يستأنف ويعيد ، أو ربما يختبر القارئ من قبل معلمه فيقف ثم يستأنف القراءة بعد
إعادة الكلمة التي وقف عليها إن لم تكن مكانا للوقف . ومن الخطأ الوقوف عند وسط
الكلمة ، فلا يقف إلا على آخر الكلمة .. وعلى هذا يجب مراعاة رسم المصحف العثماني
سواء وافق الخط المعروف أو خالفه .
1. فما كان مقطوعا من الكلمات في
الرسم وقفنا على آخر المقطوع عند الاضطرار أو الاختبار مثل ( إن ما ) : وردت في القرآن
الكريم مقطوعة في موضع واحد (( وإن ما
نرينك )) فيجوز الوقف على ( إن ) أو على ( ما ) واضطرارا أو اختبار
ومثلها :
( عن ما ) في (( عن ما نهوا عنه )) سورة الأعراف 166 . ( ومن
ما ) : (( هل
لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء )) سورة الروم 28 وفي ((
فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم
المؤمنات )) سورة النساء الآية 25 .
2. وما كان موصولا كالكلمة الواحدة
في الرسم وقفنا على آخر الموصول مثل : ( إما ) نحو (( إما تخافن )) فلا يجوز الوقف إلا على
آخر الكلمتين معا لاتصالهما في الرسم العثماني . ومثل ( عما ) نحو (( عما يشركون )) ، ( بئسما ) نحو (( بئسما اشتروا به أنفسهم ))
.
3. وما كان ثابتا من حروف المد في
آخر الكلمة وأثبتناه مثل ( يــــأيها ) نحو (( بـــأيها الذين
ءامنوا أوفوا بالعقود )) فيوقف عليها بالمد مراعاة للرسم
ومثل ( وقالا )
نحو (( وقالا الحمد لله ) فيوقف على ألف التثنية وإن حذفت لفظا في درج الكلام ، ومثلها ( ذاقا ) نحو (( فلما ذاقا الشجرة )) .
4. وما كان محذوفا حذفناه مثل ( يأيه ) نحو (( يـــــأيه الساحر )) فيقف عليها
بالسكون مراعاة للرسم أيضا ، ومثـــــــــــل ( يأت ) نحو (( يوم يأتِ لا تكلم نفس )) ، وهناك علامات
أخرى تجد تعريفا بها في التعريف الملحق ببعض المصاحف .
5. وتاء التأنيث إن كتبت
بالتاء المربوطة وقفنا عليها بالهاء مثل ( سكرة ـ ربوة ) وإن كتبت بالتاء المفتوحة وقفنا
عليها بالتاء مثل ( رحمت نعمت ـ لعنت )